تحد القرية من جهة الشرق قرية العقر ومن الغرب قرية الشريجة والجنوب قرية القشع، استوطنها بنو ريام منذ القدم لتوافر الماء فيها بغزارة ويقدّر ارتفاع القرية عن مستوى سطح البحر حوالي 2000 متر. عند زيارتك لها ستشعر وأنت تمرّ بجنبات أطلال بيوتها وسككها وأزقتها بحنين الماضي حين كانت حياة سكانها نابضة بالحياة مفعمة وهم يمارسون أنشطتهم الزراعية بروح الحب والتكافل والتعاون بين أهلها.
توجد في القرية شتى أنواع المزروعات والمنتوجات الجبلية الشهيرة كالفاكهة مثل الرمان والمشمش والخوخ والتفاح والمزروعات الحقلية كالثوم والبر والقمح والبرسيم، ويعد الورد من أهم المزروعات التي تمتاز بها هذه القرية حيث يمارس أهلها حرفة تقطير ماء الورد الجبلي الشهير.
عدسة «الشبيبة» صعدت إلى القرية لسرد سحر وجمال الطبيعة فيها، والكشف عن أهم معلم تاريخي فيها يعود إلى أكثر من 600 سنة، وذلك من خلال حوار مع الأستاذ حمد بن ناصر الريامي أحد أبناء القرية وسكانها.

تتميّز القرية ببيوتها المبنية من الحجارة والطين وفق هندسة العمارة الإسلامية حربية الطراز، حيث تشكّل البيوت فيها لحمة واحدة متراصة الجدران والناظر إليها من أعلا يراها كقلعة طينية ضخمة، أضاف في وصفها الأستاذ حمد بن ناصر الريامي قائلا: يربط بين البيوت أزقة معقودة الأسقف عبر ممرات متداخلة تفضي إلى باحات بين العقود، وضعت عمدا لغايتين -أولها ليتسنى لضوء الشمس الدخول لإنارة هذه الأزقة في النهار- ثانيا لتصريف مياه الأمطار من سطوح المنازل عبر «المزاريب» التي صُمّمت لهذه الباحات، وتفضي كل الأزقة إلى بابين رئيسيين للقرية على طول الطريق المعقود من شمال القرية إلى جنوبها كانت تُغلق ليلا لضمان أمن البلد وتُفتح كل صباح، ولكل باب اسم. فالباب الشمالي يُدعى باب «السديرة» والباب الجنوبي «المواقع» غير أن هذه الأبواب ومع تبدل الحياة بعد العام 1970م تمت إزالتها تدريجيا حتى أن عقود القرية بعضها هدم وتغيّر بناؤها مع وصول المواد الحديثة للبناء كالإسمنت ونحوه، إلا أن بعض الملامح القديمة للقرية ما زالت واضحة وشـامخة أمام كل التحديات الطبيعية والبشرية.